Monday, March 30, 2009

الإهداء الأخير






يا صديقتي الوحيدة

يا توأمي الجميل

أرجوك لا تبكي

على قصيدتي القاتمة



لكنني لن ألومك
إن بكيتي
و لن ألوم دموعك المتزاحمة



و لن ألوم دموعك

إن خالطت حبر قصيدتي

أو إن أضاعت

خط قصيدتي





لانني يا صديقتي

لا أحب اللحظات الهائمة

لا أحب السباحة فى العيون النائمة



فالحقيقة كما تعلمين
تكون دائما مؤلمة



فلا تعقدي حاجبيك
الجميلين
و لا تبلي رموشك السوداء الواجمة



لانني

لا أود أن أرهما حزينين

لا أود أن أتركهما وحيدين


و رغم أن عيني مثلك
بالدموع مزخمة



لكنني قررت يا صديقتي



أن ألملم حقائبي الحزينة المتخمة



فلنفترق ساعة



فربما نعود بعد أسفارنا أصدقاء



ربما



و ربما تعود إلينا حرارة اللقاء



ربما ....





لاننا سأمنا من لفتتاتنا السائمة



و برود حروفنا المعتادة الدائمة



لنبتعد قليلا



لنحتفظ ببعض الشوق فى أعماقنا

لنقتل بعض السكون الذي

ساد فوق أشداقنا



فهل تسمحين لي يا صديقتي أن نفترق



فلم نعد نملك إلا أحاسيسا خاوية



و لم نعد نملك إلا خطوة



إما أن نعود بها و إما أن نسقط



من حافة الهاوية










Sunday, March 22, 2009

إهداء إلى أمي






كل سنة وانتى طيبة يا أغلى أم و يا أحلى حب فى الدنيا
و عقبال ميت سنة من الأمومة والحنان
و ربنا يخليك لي َّ يا ست الكل
و الله ما اقدر استغنى عنك يوم واحد بس
و سامحيني لو كنت مرة أسأت
و الله رضاك بالدنيا يا أمي






أهديك تلك القصيدة



خمس رسائل إلى أمي




صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تحتي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...






نزار قباني

Monday, March 16, 2009

من مفكرة طفل كبير






الباحث عن الحب كمن يبحث عن قطة سوداء فى غرفة مظلمة , لا يراها و لكن يسمعها



كلنا كاذبون حتى عندما قلت لها أنني أحبها كنت كاذبا


الدنيا شيء ما بين الموت والحياة


الحب كالعدسة المكبرة إن نظرت بها عن قرب رأيت الأشياء واضحة
و إذا نظرت بها عن بعد لا تري شيئا مجرد خطوط متداخلة


الحب والفراق متلازمان


لا تحب حد التعلق كي لا تحزن حد البكاء


كلنا متناقضون إنها طبيعة البشر


لا فرق بين الحب و المال فكلاهما سعادة مؤقتة


الحب ليس إلا صندوق مجوهرات فارغ


الصداقة هروب من الواقع







Thursday, March 5, 2009

رباعية بنت الجيران



يا بنت الجيران فين لياليك ِ
من يوم البعاد فاتح شبابيك ِ
أقابل نسمة هزها خلخالكِ
وأبعت بسمتى يمكن تسليك
ِ