Sunday, March 22, 2009

إهداء إلى أمي






كل سنة وانتى طيبة يا أغلى أم و يا أحلى حب فى الدنيا
و عقبال ميت سنة من الأمومة والحنان
و ربنا يخليك لي َّ يا ست الكل
و الله ما اقدر استغنى عنك يوم واحد بس
و سامحيني لو كنت مرة أسأت
و الله رضاك بالدنيا يا أمي






أهديك تلك القصيدة



خمس رسائل إلى أمي




صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تحتي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...






نزار قباني

12 وشوشوني:

إيناس حليم said...

ربنا يخليهالك يا رب وميحرمكوش من بعض أبدا
كل سنة وكل ام بخير وسعادة يا رب

اختيارك للقصيدة ينم عن ذوق رائع واحساس عالي

تحياتي
دمت بألف خير

عمرو وجيه said...

ربنا يخليك يا ايناس

ده من ذوقك انت والله


سررت بمرورك :)

سفروتة said...

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
ـــــــــــــــــــــــ
لحد قبل اما اقرأ البيتين دول كنت فاكرة انك انت اللي كاتبها
:)

عشان انا سمعت البيتين دول قبل كده
بس قلت اكيد اكيد ده نزار

اختيار راااااااااااااااااااااائع
طبعا لانه من حفيد نزار

كل سنة وكل امهاتنا بخير دايما
ونقدر نرد ولو جزء من اللي بيعملوه عشانا
تحياتي
:)

عمرو وجيه said...

ههههههههههه


يعني عرفتي اني مش انا

عشان مكتوب الاشقر بس


ربنا يخليك يا سفروتة

و شكرا ليكي على مجاملتك

و بقالك كتير مش بتدخلي


على الله يكون المانع خير

جزيت خيرا

أبو العريف said...

كل سنه وكل ام طيبه

طبعا كلام نزار ما فيهوش كلام
جااااااااااامد
تسلم ايدك

عمرو وجيه said...

ربنا يخليك يا باشا

و انت طيب يا كبير


جزيت خيرا على المرور

كيكى عوووووو said...

اية الجمال دة والذوق دة
اكيد احسن من ذوقى انا اخترت لماما اغنية شعبولا
!!!!
كل سنة وكل ام بخير وصحة
عووووووووووووووووووووو

الملاك الحزين said...

السلام عليكم
كل سنة وكل ام بخير وسعادة يا رب
تسلم ايدك
واتمنى الزيارى

♥نبع الغرام♥♪≈ said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل مرورى اخى الكريم
الأول لمدونتك
وان شاء الله مش الاخيره
بوست رائع وكلمات أجمل وأختيار شاعر من الشاعرء العظماء لانى بحب نزار قوووووووووووى
الله عليك
وكل سنه وكل ام طيبه ويارب يرحم أمهات المسليمين جميعا
تقبل تحياتى
سلالالالالالالام

عمرو وجيه said...

الملاك الحزين


ربنا يخليك يا أفندم

جزيت خيرا على المرور

عمرو وجيه said...

كيكي


لا أبدا ده ذوقك انتي


يا أفندم

شكرا لمرورك

عمرو وجيه said...

عاشقة الاحزان

و انتي طيبة يا أفندم

و انا كمان بحب نزار جدا


حد رهيب

ربنا يخليك على المرور