Monday, October 24, 2011

كان نفسي تضعفي















كان نفسي تضعفي
تخديني في حضنك
لحظة وداعنا
يوم جنازة حبي ليكي
يوم ما بدفن قلبي فيكي
كان نفسي تضعفي و تندهيني
بس السكات كان الختام
و انا ياما كنت بكره سكاتك
بكره فيك السكون
لما أكون
عاوزك تثوري
بكره فيك دمعتك و
حزنك المكتوم
لكن مشينا
ومشيت معايا الذكريات
من غير سؤال
من غير دموع
في عنيا ليك
من غير ما عرف بعد
النهارده حاجة عنك
رغم كل الفرق بينا
الفرق الكبييييييييير
بين مصيري وبين مصيرك
رغم إني كنت عارف إن النهاية
شيء أكيد
بس كنت بكدب وأقولك
إني قادر
مع اني عارف إني ضعييييف

كنت بضحك عليك لما وهمتك
إن الحكاية لسه فيها
كنت بعافر
ماسك سيوفي
و في أول معاركي
سيبتيني وحدي
لو تعرفي عمق جرحي
جرحي زي بحر مالوش أرار
زي جنة و نار
هو جاري كل يوم أول ما بصحي
يصبح عليا
و في المسا يمسي
يزدني ألم و مش ينسي
يلين في قلبي و مش يقسي
عرفتي ليه كنت عاوزك تضعفي
عشان حبك حياتي وموتي
حبك شعري وصوتي
فاكراني ولا دبلة خطيبك نسيتكي
اسمي
مش بلومك أو هلومك
أصلي عارف إنك انتي زي ما انتي
ضعيفة زيي
و عشان كده مستغربك
إزاي ضعيفة و متضعفيش
يوم الوداع ؟


ملامحي اتغيرت
ابص في المراية
كأني واحد غريب
حتي الإبتسامة بقالها
فترة غايبة عن ملامحي
وحشاني ضحكتك
أصل ضحكتك ضحكتي
لما بتضحكيها قلبي يطير
و وحشاني نظرتك لما تقاوحي
و لما تكدبي و اعرفك من عنيك
الكدابين و استحلفك انك تسامحي
تسامحي قلبي انه نام
علي لحم بطنه لما نسي
ينام علي طعم صوتك
دلوقتي اتعود يبات
علي طعم جرحي
يمكن لو شوفتيني صدفة
تعدي من جنبي عادي
مش لإنك نسيتي شكلي
بس يمكن شكل الحزن
اللي واكل من وشي حتة
غيّر كتير من ملامحي
قهرتي كل يوم الصبح بدري
لما أكون ممنوع أصبح
عليك لما تصحي
كل ده غيّر ملامحي
عرفتي ليه كان نفسي تضعفي
يوم وداعنا ؟
عشان عارف إن ابتسامتي
مولودة فيكي
و عارف إنك حزينة زيي
يمكن عشان لسه بحبك
حاسس إنك لسه جنبي
لكن بعيدة
و حاسك في يوم
ناوية تِصَلْحي .









Saturday, May 28, 2011

المصيدة



ذو الأوتاد طوقته شباك فريسته

و طأطأ جبهته

و خاف من زئير الأسود المدللة

كلا ما كانت يوما مدللة

تلك العجوز ذات الثياب المهلهلة

تشحذ في الأروقة

تدق الأبواب المقفلة

تلك الأنوف المائلة

تستنشق الأتربة

تلك الوجوه المتعبة

تلك اليد القاتلة

ما عاد طليقة

بل باتت مكبلة

ذلك الفاه الذي يبصق

في كوب اللبن

ذلك الشيطان الفطن

يرش سمه في كعكة المائدة

يبث الخوف في النفوس الهادئة

ينشر ما استطاع من فتن

لا تقلقوا جميعا انه في المصيدة

انه في المصيدة

Friday, December 24, 2010

كوب الماء




لا لوم عليَّ أو لديَّ
إن وجدتي مشاعري
مضمحلة

لا تستهزئي بكوب
الماء في يديَّ
فربما ترتوي من قلة

أنا شبرُ من
مشاعري
يبني لك أكوانا
مستقلة

لا تهدري جرعة
الماء
فربما تنبت
أشجارا وظلَ

Sunday, December 12, 2010

Wednesday, December 1, 2010

متاهة



أي درب إلـــــــــــيك يـُـتـــــخذ 
و قد أُصبت ما يصاب من وهن

نار الهوي أغضبتك إن لامستني
و زادها ما في النفس من حَزَن

جئتك بـــقلب لا ظـــــنون به
علك يا إلهــي تــــقبـــــــــــلني

يداي في سماك مـــمــــدودة 
فهل بعدها يا إلهي تخذلــــــني

شوهتني شهوات لا مذاق لها
و أرهقني ما طغي في القلب من فتن

إشتقت لدرب لا انعواج به 
و قلب لا شية فيه و لا عفن

أحببت الرسول و لم أراه
فمتعني برؤياه في جنة السكن
 


Wednesday, January 13, 2010

صيّاد الحمام






لا أُلام
لا أُلام


فتلك الحمامة البريئة التحليق

لا يلام صيادها
فهل ألام حين اصطاد
من عينيك الحمام ؟

لا ألام
إن قادتني حماقتي
أن ترتلي بصوتك الحنون
تسابيح غرامنا كي أنام

لا أُلام
إن صمت هنيهة في بدأ اللقاء
أو إن تلعثم في ثغري الكلام

لا أُلام
إن مزقت مكاتيبي إليك
أو إن جردت من مقلتيك السهام

لا أُلام
لأن الملامة لا تحيى إلا
إذا مات الغرام

Thursday, December 17, 2009

البكائيات ( البكائية الثانية )2


مجاراة لمسكين الدارمي





ابكِ و لا تُلقي بالا ً لدهر أسود
إن ضقتي قادتك أقدامي لباب المسجد

يا عين إن للقلب زفرة لا يبوح
بها إلا في سنا دمعك المتجدد

أنا الضليل , تتلعثم الخطي مرغومة
فإن لم أُُهدي بالبكا لن اهتدي

لي محراب حزن وجهت وجهي
شطره فيه أديت مناسكي و تعبدي

لي في هذه الأرض موتة لي
أنفس مخطوفة و لي منجل في يدي

أبقر بطون الأمنيات علي سهو
و تحمل ما مات من حلمي ساعدي

أحمل في سفري الطويل ميرة ً
و أحشو حقائبي شعرا ً من أبجد ِ

إن مات كل شيئ في ناظري
 ظلت مشاعري بركان نار لم تتبلدِ

Saturday, December 12, 2009

البكائيات ( البكائية الأولي ) 1





يا بكائى ما عدت تريح

فكأنى نار و كأنك ريح

تزيد الوهج و الوهج مرير

و تضيّق قلبي و قلبي فسيح

ما إن مشيت درباً طويلاً

حتي لمحتك سراباً طليح

فإن دنوت أراك كواحة

عليها الخلائق لا تستريح

إن غنيت الحياة لحزني من

غيرك يسجي عليَّ الضريح

Friday, November 13, 2009

بمناسبة عيد ميلادي العشرين








عشرون عاما ً
و مازالت
حريتي طفولية

ما زالت حجاراتي
تهشم كل شيء
زجاجيَّ

وأشرأب
_ رغم فتوءتي_
كي أري ما لا
تراه مقلتيَّ

كم زعمت انني
فارس , و لم
أطأ قط خيل الفروسية

و أمضي بحثا ً في الطريق
عن دروب رخامية

عشرون عاما ً و ها أنا
عائد من رحلتي
صفر اليديَّ



Monday, November 2, 2009

انتفاضه


انفضي عن قلبي ترابه

بللي قماش ثوبك و اغسليه

كفكفي الدمع السائل في مآقيه

أوقفي نزف دمائه أو اقتليه

فقلبي مسلم بما أنتي قاضيه

قلبي إرث مقلتيك

أهداه حبي إليك

فارحميـــــــــــه

أنا من امطتاه قلبه قبل
أن يمطتيه

فهل استكثرتي عليّ
أن تصبحي لي أميرة فتسكنيه

أم حسبتيه فضلا
منك أن أكون معشوقك
و تكوني لي


Thursday, September 24, 2009

قصيدة حب








لأنك بذرة الإحساس
في شعري

لأنك ساعة الحب
ساعة الشجون

تضيء عيناك الدروب
في السفر

و لأنك الزفرة التي
تعيدني للحياة
و الإبتسامة التي
يحيطها الضجر

و لأنك الطمانينة
التي تدمغ الخطر

أحببتك

لأنني أحببت ما وراء
الإبتسام من أمان

أحببت حكمة تغار
منها حكمة الشجر

قبلك كم كنت أكره السماء
فأحببت السماء
والنجوم والقمر

فمن أجل حبك المنقوش
في الفؤاد أحببت كل
من في الأرض من بشر

Tuesday, July 28, 2009

هواء وجنون


من أجل المجهول كنت أكتب الشعر , من قبلك كنت أبحث عن اللاشيء


بعد أن قابلتك و أحببتك ... و رغم كل ما كان مني ... انتهي نبشي عن الأشياء الغريبة...

وبدأت حياة جديدة جدرانها الشوق و أثاثها العشق .

و الغريب الذي أخفيته عنك أنني في كل يوم أزداد بك اقتناعا و ارتقي بحبك مراتب الهيام


كانت تنتابني لحظات الشك و لكنها سرعان ما تموت عندما أقارن بينك وبين الأخريات



فاعلم أن الله قد اصطفاك لي وقد اصطفاني لك




في ليلة كنت اجوب غرفتي الصغيرة ذهابا وإيابا كأنني أبحث عنك في داخل الغرفة


وجهك مازال محفورا علي الجدار .... حتي هداياك مازلت معطرة بمنديلك الأبيض



لك الحق ان تعجبي مني ..... فأنا غريب بطبعي و اعلم ذلك


هوائي أميل للجنون



أحب واكره اموت واحيي في نفس اللحظة


يتشابك و يتقلب شعوري في لمح البصر




اتعبتك جدا دون قصد مني



كنت أنام بينما كنت أنت تسهرين



كنت تواسيني و تدعين لي و تشعريني أنك انت صاحبة البلاء


و لكنك مالا تعلمينه أنني عندما كنت نائما كنت أحلم بك


و لم أتجاهل شعروك قط


و لكنني موجة أعلو أهبط في البحر حتي أسكن لميناء عينيك


و ليس لي سواك بعد الله فإن رحلتي عني ... لن يبقي لي غير الله أشكو له وأرجوه الفناء






Monday, June 29, 2009

رماد



و الله يا صاحبى
مش هامننى
تبقى معايا
تبقى ورايا
صورتى ويا
صورتك
موضة قديمة
بعد اللى انا شايفه منك
منستهلش
نبقى صحاب
زى الديابة لما تنهش
فى الجتت
زى الحياة لما تسف من
دم الغلابة
و لما تشفنى يا ريت ما
تلامس ايديا
أصل ايديا بالغدر
منك مكتفية
و ابتسامتى لما
اشوفك من بعيد
و فرحتى لما تلبس
توب الفرح
كل ده أصبح
حلم واتنسى
مش جبن منى
انى ادارى
بس حبى اللى فاضل
منه حبة
خايف يواجهك بالحقيقة
أحسن ينقطع
حبل المحبة
و تفارقنى من
اول دقيقة

يا صاحبى
اقصدى يا اللى
كنت فى يوم
ليا صاحب
ليه نعاتب ؟
ما الباب يفوت
الف صاحب
و بكره تعرف انى
ما كنت خاين
بس اللى انت شايفه
واللى باين
إنى جانى عليك
بعد بكره هيقولك
فوق خلاص
صاحبك مشى
صاحبك اللى من
قبله كنت رماد
دلوقتى إرجع رماد
إرجع لأصلك
يمكن تلاقى ألف صاحب
يمكن تداوى وحدتك
وسط القرايب
بس عمرك ما تلاقى
قلب زى قلبى
و لا عقل
يستوعب كلامك


********************
فاكر لما كنت
بتشتكيلى
لما كان القسى يتنطنط
بين عيونا
و قلبونا تبكى
و نبكى معاها
زى العيال
و يبقى كلامنى نسخة
واحدة
حلمنا نسخة واحدة
لما نتكلم ويا بعض
غربتنا تتقتل ويا الكلام
بس باين إن الحكاية
راحت بالسلامة
اتشبكت فى رجل
اليمامة
اللى هاجرت للشتا
بعد الدفى
اللى كانت فى
شط المحبة
اللى اختفى
صعب ترجع
تانى لشطنا
صعب ترجع أيامنا
اللى عدت مننا
بس افتكرنى
لما تكبر و حياتك
تملاها المشاغل
لانى باقى على
اللى فاضل
اسمك هيتنطق
لما اتسأل مين كانواصحابك
مين اكتر واحد دق
بابك
ابقى افتكرنى
و ردد اسمى
لو إتسألت
لو كنت ساعتها لسه فاكر

Wednesday, June 17, 2009

كل عام انتي بخير





أيها الناس أسمعوا و أعوا
بما أن هذا الشهر هو الشهر السادس من هذا العام
شهر ولدت فيه قرة عيني
وملاذي من الجميع
و مأوي عند الضجر
إنني أحبها حقا
و أعشقها
بل أنني أفضلها عن الجميع
فهي صوتي و حنجرتي
و صمتي و سكوني
بها وفيها أنشأ فكري و قلبي
و لها بحت بمكنوني
كل عام وانتي بخير
كل عام وانتي حبيبتي
يا
يا
يا مدونتي الحبيبة
أوعي تكونوا افتكروا حد تاني
هههههههههههههههه
يااااااااه
فاتت سنة عليها
بشكر كل اللي سهموا في إثراء المدونة
و كل اللي شاركوني لحظاتي المختلفة
و اللي قدموا لي النقد و النصيحة
جزيتم خيرا جميع
و شكر خاص
لسفروتة
اللي اعطتني الدفعة لدخول عالم المدونات
جزاك الله كل خير
و بوركتي من أخت

Wednesday, June 10, 2009

قنديل







تتسللين علي
أصابع أقدامك الصغيرة

و في يديك قنديل ينير
وحشة الدجي

و أنا مغرق في دفاتري
القديمة
أدون مشاعري
منزوعة الهوي

تهمسين فأذكر
حلمنا العظيم , أترك
الجميع لأبحث
في السماء
عن سنا

أذكر كيف كنا نمضي
في اليم مطرقين
حتي يدركنا الكري

نعود و الماء يسقط
من وجنتينا و نميل
في المسير حتي
نفترش الثري


البعد زادني فيك تأملا
فمتــي ينتهي العذاب
و يموت النوي

Monday, April 20, 2009

مناجاه مع قديسة إستثنائية


( 1 )

يا قديستي العذراء
يا قديسة أحلامي العرجاء
يا جنينا ً مات في خاطري
قبل ترنمي بالبكاء
إنني محدب الظهر
لأنني أعتدت الإنحناء
فلا تنعتيني بالأحدب
فكلنا قد ضاع منه الكبرياء
ناظري دوما للثري
فلم أعد _كما كنت _ أنظر للسماء
لم تعد تعنيني أجرام السماء
لانني لست من أبناء السماء

(2)
يا قديستي العذراء
إن البحر يضجر في داخلي
و يؤرق نومتي هَديره الضجور
و يسحب _ في سباتي _ شراشف الزهور
و تخيفني أشباح ملحه الأجاج
عندما تمس أناملي
فهل لقديستي العذراء أن
تبعد البحر عن سنابلي
عن حلمي المزروع في الرمال
عن شعري المنحوت في الجبال
هل لقديستي العذراء أن
تسقيني رشفة من المسيل
فريقي مرُ كالحنظلة
و ظهري محني كالسنبلة
أبحث في القفر عن نهرك النبيل
أبحث عن شعرك الطويل
علَّني في سواده أذبذب
مشاعري الخاملة
عل ظهري للرياح يستقيم
عل نقاء النهر يطفئ حقارة الزنيم
علًّ الطليس و الطليح
و الضريك يستريح
علًّني يا قديستي أستريح

Tuesday, April 7, 2009

رباعية في الراجل الطيب أبويا






أبويا ياللي دايما مسافر
في غربتك تملي تعافر
البعد عنك امتي ينتهي
ولا بعادك مالوش آخر

Monday, March 30, 2009

الإهداء الأخير






يا صديقتي الوحيدة

يا توأمي الجميل

أرجوك لا تبكي

على قصيدتي القاتمة



لكنني لن ألومك
إن بكيتي
و لن ألوم دموعك المتزاحمة



و لن ألوم دموعك

إن خالطت حبر قصيدتي

أو إن أضاعت

خط قصيدتي





لانني يا صديقتي

لا أحب اللحظات الهائمة

لا أحب السباحة فى العيون النائمة



فالحقيقة كما تعلمين
تكون دائما مؤلمة



فلا تعقدي حاجبيك
الجميلين
و لا تبلي رموشك السوداء الواجمة



لانني

لا أود أن أرهما حزينين

لا أود أن أتركهما وحيدين


و رغم أن عيني مثلك
بالدموع مزخمة



لكنني قررت يا صديقتي



أن ألملم حقائبي الحزينة المتخمة



فلنفترق ساعة



فربما نعود بعد أسفارنا أصدقاء



ربما



و ربما تعود إلينا حرارة اللقاء



ربما ....





لاننا سأمنا من لفتتاتنا السائمة



و برود حروفنا المعتادة الدائمة



لنبتعد قليلا



لنحتفظ ببعض الشوق فى أعماقنا

لنقتل بعض السكون الذي

ساد فوق أشداقنا



فهل تسمحين لي يا صديقتي أن نفترق



فلم نعد نملك إلا أحاسيسا خاوية



و لم نعد نملك إلا خطوة



إما أن نعود بها و إما أن نسقط



من حافة الهاوية










Sunday, March 22, 2009

إهداء إلى أمي






كل سنة وانتى طيبة يا أغلى أم و يا أحلى حب فى الدنيا
و عقبال ميت سنة من الأمومة والحنان
و ربنا يخليك لي َّ يا ست الكل
و الله ما اقدر استغنى عنك يوم واحد بس
و سامحيني لو كنت مرة أسأت
و الله رضاك بالدنيا يا أمي






أهديك تلك القصيدة



خمس رسائل إلى أمي




صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تحتي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...






نزار قباني